الإعاقة البصرية

• تعرفنا في المقالات السابقة مفهوم الإعاقة. و تعرفنا أيضاً علي أول أنواع الإعاقات (الإعاقة العقلية ) و كيف أن الدول تعرف درجة رقيها بمقدار استثمارها الطاقات البشرية لكل فئاتها بما فيهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.  و في مقال اليوم تعالوا نتعرف علي النوع الثاني من الإعاقات

ثانياً : الإعاقات الحسيّة:

والتي تنتج عن إصابة واحد من أعضاء الحس أو أكثر و الأعصاب المغذية لها (العين – الأذن – اللسان)

أ- الإعاقة البصرية:

 وهي ضعف حاسة البصر (كفّ بصري تام أو كفّ بصري جزئي ) حتى بعد التصحيح جراحياً أو بالعدسات، بالقدر الذي يعوق الفرد على التعلّم من خلال الطرق التعليمية العادية التي تعتمد علي البصر فنلجأ معهم إلى برامج وخدمات التربية الخاصة .

و التصنيفات الرئيسية هذه الفئة هي:

الكفيف: الكفيف تماماً : هو الشخص الغير قادر علي التعرف علي الضوء القوى المسلط علي العين مباشرة

الكفيف قانوناً: هو الشخص الذي تقل حدّة إبصاره بأقوى العينين بعد التصحيح عن 6 / 60 متراً ( 20 / 200 قدم).. أو يقل مجاله البصري عن زاوية مقدارها ( 20 ) درجة.

ملحوظة : 20 / 200 تعني أن الشيء الذي تراه العين الطبيعية علي مسافة 200 قدم لن يتمكن من رؤيته إلا علي مسافة 20 قدم

ضعيف البصر: من يتراوح حدّة إبصاره بين 6/24 و 6/60 متراً (20/20,80/200 قدم ) بأقوى العينين بعد إجراء التصحيحات الممكنة.

تختلف تصنيفات الإعاقة البصرية حسب المعيار المستخدم :

1 – معيار درجة الإعاقة البصرية : كف بصري كلي – كف بصرية جزئي , تم تصنيف المكفوفين إلى أربعة أقسام :

1 – الكفّ الكلّي: فئة من ولِد أو فقد البصر قبل سنّ الخامسة         2 –  الكفّ الكلّي: فئة من فقد البصر بعد سنّ الخامسة

3 – الكفّ الجزئي: فئة من ولِد أو فقد البصر قبل سنّ الخامسة      4 – الكفّ الجزئي: فئة من ولِد أو فقد البصر بعد سنّ الخامسة        

الزمن هو أساس هذا التقسيم، لأن الطفل الذي يفقد بصره قبل العام الخامس لا يستطيع الاحتفاظ بالصوَر البصرية في ذهنه .

2 –  معيار سبب الإعاقة البصرية ،  تتضمّن  أسباب ما قبل الولادة وأثنائها وما بعدها ( عوامل بيئية وشخصية )

3 – معيار القدرة على الإبصار طبقاً لمقياس سنلن، وتتضمّن  :

مكفوفون كلياً تقلّ حدّة إبصارهم عن 20/200                                        – مكفوفون يستطيعون إدراك الحركة  تصل حدّة أبصارهم إلى 5/200  

مكفوفون يستطيعون القراءة  تصل حدّة إبصارهم إلى 10/200               – مكفوفون يستطيعون القراءة  تصل حدّة إبصارهم إلى أقل 20/200  

مكفوفون يستطيعون القراءة  تصل حدّة إبصارهم إلى 10/200 ، إلا أن حدّة إبصارهم لا تؤهّلهم للحياة اليومية

4 – معيار نوع الإعاقة البصرية :(طول النظر – قصر النظر -الإستجماتيزم – التهابات القرنية – الحوَل – تحرّك العين – عمى الألوان – فوبيا الضوء

أسباب الإعاقة البصرية:

أ – أسباب ما قبل الولادة: ترتبط بعوامل وراثية و بيئية، (  الجينات، أمراض معدية، الحصبة الألمانية، الأدوية، الأشعة السينية) من أمثلتها حالات قصر النظر وطول النظر وولادة الطفل كفيفاً كلياً أو جزئياً

ب – أسباب ما بعد الولادة: ترتبط بالعوامل البيئية والشخصية مثل (التقدّم في العمر، سوء التغذية، الحوادث، الأمراض، إصابات العين)، والتي قد تؤدّي  إذا أهمل علاجها  إلى العمى  أو ضعف حدّة الإبصار لدى الإنسان(المياه البيضاء أو المياه الزرقاء أو التهاب التراكوما أو التهاب القزحية أو التهاب القرنية )

ما يجب أن نراعيه في عالم المعاقين بصرياً:

 1 – انخفاض الخبرات الحياتية مقارنة بالأشخاص العاديين، بسبب عدم القدرة علي التحرك بسهولة و مهارة أقرانهم المُبصرين .

و يستثني هنا بعض الأفراد الذين يعوّضون ذلك بمساعدة الآخرين في أمور حياتهم، و استخدام بقيّة حواسهم .

2 –  قد تقوى لدى بعض المُعاقين بصرياً الرغبة في الإتكالية وطلب العون والمساعدة من غيره في الكثير من أمور حياته، والشعور الزائد بذلك وما يترتّب عليه من رفض الذات، بل قد يصل الأمر إلى كراهيتها، و بالتالي عدم التوافق الاجتماعي.

3 –  تشتت المشاعر لكونه يعيش عالمين ( العالم الخاص به ) و الذي يعيش فيه مستخدماً بقيّة حواسه بحسب تصوّره وإدراكه

العالم العام (العادي للمُبصر) يحاول قدر الإمكان تصوّر الحياة فيه  

4 – العدوانية أحيانا ( بالقول أو الفعل) بسبب إحساسه بالنقص لفقدان البصر و بالتالي قلّة الخبرات وعدم دقّة الإدراك لواقع الحياة .

5 – القلق والاضطراب نتيجة لعدم الشعور بالأمن الذي نشأ لديه نتيجة لفقدان حاسّة البصر

6 –  شعوره بالإحباط بسبب تكرار الفشل في محاولته لممارسة الحياة كغيره من الناس، و بالتالي عدم الثقة بالنفس و انخفاض مستوى احترام الذات لديه، فينزع للعزلة والانطواء و الشعور بالاغتراب.

7 – عدم الاتزان الانفعالي، وعدم تناسب الانفعال الصادر منه تجاه المواقف الحياتية المختلفة، واستخدام الأساليب الدفاعية بصفة دائمة ومستمرة مثل الإنكار والتعويض والإسقاط والتبرير، كوسائل تعينه ولو وقتياً على الراحة النفسية .

8 – الكفيف لا يحتاج لصوت مرتفع و أنت تحدثه و لا تطلب منه أن يلتفت إليك أثناء حديثك معه

9 – لا تتجاهل وجوده عند دخولك إليه و خروجك من المكان الموجود فيه

وبشكل عام فإن المُعاق بصرياً يعتبر أقلّ تكيّفاً مع ذاته وتوافقاً مع المجتمع، و أقل تقبّلاً لغيره من الناس وأقلّ شعوراً بالانتماء إلى مجتمع المُبصرين.

 و هذا يكشف عن مدي مسئولية مجتمع المبصرين في مد يد العون و بوعي كامل لتسديد احتياجات هذه الفئة التي أخرجت لنا العديد من الفلتات التي تركت ورائها بصمة نجاح لم يحققه كثير من المبصرين فمن منا ينسى هيلين كيلر ( الأديبة الأمريكية الكفيفة و الصماء ) و طه حسين وزير المعارف و الأديب المشهور – سيد مكاوي و عمار الشريعي عباقرة الموسيقي المصرية  , بل و نسمع عن  الأمريكي إريك فبهنماير الكفيف الذي نجح في تسلق جبل إفرست، أعلى جبال العالم، عام 2001 … و غيرهم كثيرين.